أهمية السنوات الأولى في بناء شخصية الطفل

يعاني الكثير من الآباء من ضعف المعرفة بالمهارات الأساسية لتربية الأبناء، ومن ضمن المشكلات التي تترتب علي ضعف المعرفة هو عدم اهتمامهم بالسنوات الأولي للطفل، وبالتالي يفقدون آثارها في تكون شخصية الطفل.
يكون الأبوين العين التي يري بها أطفالهم العالم أجمع، ويكونا قدوة للأبناء في المراحل الأولي من أعمارهم وتحديدًا من بداية ولادتهم أو إدراكهم للأشياء من حولهم إلي ست سنوات.
وإن لم يجد الأطفال القدوة والصديق في المنزل فسيتجه نظرهم للبيئة الخارجية ولأقرانهم من الأطفال الآخرين، فلا تُضيع المرحلة الأولي من عمر الطفل بدون التلاحم معه وتكوين علاقة قوية يستطيع من خلالها الطفل أن يبوح بما يؤرقه دون الخوف من ويلات الانتقاد.
يتعلم الطفل في السنوات الأولي من عمره المهارات الأساسية للحياة كطريقة الأكل، والتعامل مع الآخرين، وطريقة تنظيفه للأسنان، كما يتكون معه بعض العادات التي يؤديها علي مدار اليوم.
يستطيع الطفل في السنوات الأولي أن يميز بين الجنسين أو بين الصواب والخطأ كما يتعرف علي شخصيته، ويشعر كذلك من داخله بالاستقلال والحرية.
ولمعرفة أهمية السنوات الأولي في بناء شخصية الطفل فإن الأطفال الذي توجه لهم الأوامر من أبائهم بشكل مباشر، ولا يحق لهم الرفض أو الاعتراض تكون شخصياتهم أضعف في مواجهة تحديات الحياة وصعاب سوق العمل في المستقبل، ومن الأعراض التي تظهر علي الطفل ضعيف الشخصية ما يلي:-
عدم قدرة الطفل علي التعامل مع الغرباء عن منزله، وعدم القدرة علي النظر المباشر في أعين الآخرين أو رفض طلباتهم.
عدم القدرة علي رفض طلبات الأهل حتي وإن كان علي حساب نفسه، وحتي وإن كان يشعر بالضيق.
عدم القدرة علي الالتحاق بالأنشطة المجتمعية أو المدرسية، وتراجع علاماته في المدرسة.
انعزال الطفل عن أصدقائه وعدم القدرة علي المشاركة في الألعاب الجماعية.
وكما ذكرنا سابقًا فعدم المعرفة الكافية بأهمية السنوات الأولي تؤدي إلي تجاهل الأهل لنفسية أطفالهم؛ الأمر الذي يحطمهم في المستقبل سواء داخل العلاقات الأسرية أو في العمل وبين أصدقائه.
ولذلك يجب أن نتأكد من أن أطفالنا هم بناة مستقبلنا وأن نحرص علي العمل من أجل بناء جيل يافع يتمتع بالقدرة علي مواجهة صعاب الحياة من خلال تنمية مهاراته وبناء شخصيته حتي يظهر علي المجتمع بشخصية سليمة وسوية.

ومن ضمن الأمور التي تساعد في بناء شخصية الطفل خصوصًا في السنوات الأولي ما يلي:-

  1. لاتُنهك ابنك من أجل تحقيق رغباتك بأن يغدو في الحياة حاملًا لشخصيتك أو شخصية أخيه أو أحد أقاربه، فالمقارنة هي أكثر ما يؤذي الانسان ويؤثر علي شخصيته.
  2. تشجيع الطفل علي ممارسة الأنشطة الجماعية واللعب والحركة علي مدار اليوم لتحسين حالته المزاجية، وتمكينه من مشاركة أقرانه، وبنائه بدنيًا.
  3. لا تُحرج ابنك إذا ما تصرف بشكل عفوي أمام الآخرين، ولا تُعنفه أمامهم، وانصحه ولكن فيما بينكما وليس أمام الجميع.
  4. تجنب العقاب المؤذي للطفل ولامانع في التغافل لبعض الأمور.
  5. صاحب ابنك واجعل من نفسك الشخص الذي يرتاح بالحديث معه.
  6. لا تنصح ابنك بما لا تفعله، فلن يذهب للمسجد بدونك ولن يتشجع للعمل والاجتهاد إذا ما رآك كسولًا.
  7. كن القدوة الحسنة التي ينتظرها ابنك، ففي السنوات الأولي يتعلم الطفل بالتقليد.
  8. وضع مجموعة من القواعد التي تحكم المنزل، وأن يلتزم بها جميع أفراد الأسرة.
  9. رواية القصص للطفل من أجل تعزيز قدراته الإبداعية وإشباع فضوله.
  10. إشراك الطفل في الأعمال اليومية للمنزل كتطبيق ملابسه، وغسل بعض الأطباق الصغيرة.
  11. تجنب توبيخ الطفل ونعته بأي صفة كريهة أو باسم لا يحبه.
  12. امدح طفلك علي الأعمال البسيطة التي يقوم بها وشجعه علي القيام بالمزيد عن طريق برنامج المكافآت الذي تؤسسه بين أفراد أسرتك والذي يعطي الطفل مبلغ معين للادخار أو يأخذه في نزهة للحديقة.
  13. تجنب الضرب بكل أشكاله فلا يوجد ما يؤثر علي شخصية الطفل ويؤذي مشاعره مثل التعنيف والضرب، واستبدل ذلك عند الخطأ بحرمانه من بعض الرفهيات كمشاهدة التلفاز واللعب.
  14. وفي النهاية يجب عليك أن تتذكر أن طفلك هو كالحديقة التي يجب أن تراعي أشجارها من اليوم الأول، لتحصد في الأخير ثمار طيبة وسائغة.

اترك تعليق ​

مقالات قد تهمك
Uncategorized

الإعلام والطفولة

وسائل الإعلام المتوافرة في الوقت الحالي كثيرة ومتعددة، ومواقع التواصل الاجتماعي أصبحت من أهم وسائل الإعلام المتاحة والتي يتم اللجوء

المزيد »

إنضم إلى نشرتنا البريدية

سجل بريدك الإلكتروني وأستفيد من مقالاتنا المميزة وملفات الأنشطة المجانية